تواصلت منظمة فريق المعلومات المتنقل مع أشخاص يحتجون على تمديد احتجازهم في مركز احتجاز ما قبل الترحيل في كزانثي، حيث وردت تقارير عن احتجاز أشخاص قيد الاحتجاز الإداري لمدة تصل إلى 13 شهرًا دون نهاية تلوح في الأفق. وقد استمع فريق المعلومات المتنقل إلى إفادة أحد المشاركين في المظاهرات الحاشدة في المركز خلال الأسابيع الأخيرة، والذي أفاد بأن المحتجزين في كزانثي قد وصلوا إلى "مرحلة الانهيار"، دون أن تقدم السلطات أي معلومات واضحة عن موعد إطلاق سراحهم
شارك الشخص الذي تحدثنا إليه الشهادة التالية
"يبقى الكثيرون هنا لسبعة أو ثمانية أشهر، وفي بعض الحالات تصل مدة الاحتجاز إلى ثلاثة عشر شهرًا. السبب الرئيسي للاحتجاجات هو أن الناس لا يعرفون مدة احتجازهم وسبب احتجازهم أصلًا. في البداية، كانت ستة أشهر، ثم ثمانية، وتسعة أشهر، ثم ثلاثة عشر شهرًا، ثم ثمانية عشر شهرًا! ماذا فعلنا من أجل كل هذا؟ لا نستحق ذلك. الأمر لا يتعلق بظروف المعيشة، ولا بالطعام، ولا بنظافة المكان. الناس على حافة الانهيار. [...] هناك هذا الشعور العام، والإحباط العام لأننا هنا. لا نعرف سبب وجودنا هنا، ولكم من الوقت سنكون هنا، والناس ينفجرون غضبًا. أنا واحد من الناس الذين أفكر كل ليلة: هل من الأفضل أن أشنق نفسي؟
نريد أن نخرج من هنا. الناس لديهم عائلات. [...] حتى أنني وكّلت محاميًا. دفعت الكثير من المال. اقترضت المال لذلك و في النهاية أنا مدين وما زلت محتجزاً. وكل هذا لا يُجدي نفعًا.
لا داعي إطلاقًا لإخضاع الناس لهذه الظروف وأن يكون هذا المكان على هذا النحو
عادةً ما تتكرر الاحتجاجات في كزانثي، ربما مرة أسبوعيًا أو شهريًا. الآن الناس أكثر هدوءًا، لكن قبل فترة كان الجميع يشارك، وكان الجميع يحتج. نرفض الطعام. يصعد بعض الناس إلى أسطح المباني ويريدون الانتحار. يجرحون أنفسهم بالشفرات. الوضع متأجج جدًا
أنا هنا منذ ثمانية أشهر. أفكر كثيرًا: "لماذا أمرّ بهذا، وكيف يُمكنني الخروج منه؟"
لسنوات، تحتجز اليونان أعدادًا كبيرة من الأشخاص ممن هم في إجراءات اللجوء، ومن ليس لديهم الحق القانوني في البقاء في البلاد لفترات مطولة ،وغالبًا دون إجراء تقييمات فردية لتحديد ما إذا كان الاحتجاز ضروريًا أو مُبررًا. يخالف الاستخدام الحالي لاحتجاز المهاجرين بهذا الشكل المفرط قانون الاتحاد الأوروبي - سواء من حيث أسباب الاحتجاز أو الاحتجاز المُطوّل المنهجي للأشخاص الذين تٌصبح احتمالية ترحيلهم من اليونان ضئيلة للغاية. في نهاية شهر يونيو/حزيران 2024، كان هناك 2303 شخص في مرافق احتجاز ما قبل الترحيل في جميع أنحاء اليونان
لطالما تم توثيق المقاومة المنظمة من قبل المحتجزين في مركز احتجاز كزانثي منذ افتتاحه في عام 2012، بما في ذلك الإضراب عن الطعام وإيذاء النفس وأشكال أخرى من الاحتجاج. في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، قام رجل من أفغانستان مُحتجز في المركز بخياطة شفتيه احتجاجًا على تغيير في القانون يسمح باحتجاز الأشخاص الذين يطلبون اللجوء لمدة تصل إلى 12 شهرًا. تلت ذلك احتجاجات حاشدة في عام ٢٠١٣، احتجاجًا على تمديد الاحتجاز في العديد من مراكز احتجاز المهاجرين في جميع أنحاء اليونان، بما في ذلك كزانثي
في عام ٢٠٢٢، أجرت منظمة فريق المعلومات المتنقل مقابلات مع أشخاص محتجزين في كزانثي، أفادوا بأن الظروف المعيشية للمركز مزرية. وأفادت التقارير بأن هياكل المركز المتداعية بحاجة ماسة إلى التجديد، حيث لا يوجد سوى مرحاضين يعملان ويتشاركهما ١٠٠ شخص
نتضامن مع المحتجزين الذين يحتجون في مركز احتجاز كزانثي، وندعو الحكومة اليونانية إلى القيام فورًا بما يلي
ضمان إجراء تقييم فردي لضمان استنفاد جميع التدابير البديلة قبل احتجاز طالبي اللجوء ومواطني الدول الثالثة
وقف احتجاز مواطني الدول الثالثة في الحالات التي لا يوجد فيها احتمال معقول للترحيل، بما يتماشى مع توجيه الاتحاد الأوروبي ٢٠٠٨/١١٥/EC
إنهاء الاستخدام المفرط لاحتجاز مواطني الدول الثالثة لأسباب تتعلق بالنظام العام والأمن القومي
بعض المحتجزين في مركز كزانثي لما قبل الترحيل يهددون بإلقاء أنفسهم من فوق الأبنية احتجاجاً علي تمديد احتجازهم، مارس 2025.